رأيت وسمعت عن أمور كثيرة لم أفهمها، إلا إني لم أتوقف عندها كثيراً، ولكن شيء لم أفهمه ولم أتمكن من إهماله يتمثل في ذاك التباهي الذي شاهدته كثيراً في أعين بعض من أقابلهم، وكان مصدر ذاك الفخر ساعة يلبسها، أو هاتف يستخدمه، أو سيارة يركبها، أو غير ذلك، فكنت دائماً لا أزيد عن عجبي واستنكاري لكل من يفخر ويتباهى باقتنائه ما ينتجه الآخرون، دون أن يترك أي بصمة طيبة تخصه لديهم، وأنا لا أدعو إلى هجر ما لدى الآخرين، ولكني أذكر أنها ليست الآداة المناسبة للتباهي، وإن من تحاول لفت أنظارهم إليك بتلك الحيلة لن يزدادوا إلا إعراضاً عنك، وإن سبيل العزة والفخر يتمثل في الاستقلالية والانعتاق من الاتكالية على الآخرين ومحاولة اقتناء ما لديهم بغرض الصعود إلى الأعلى، وهذا مع الأسف لن يتأتى.. وبالتأكيد فإن حديثي لا يحتاج إلى أمثله فقط تلفت حولك وسترى العجب…
فهد عبدالعزيز الغفيلي