حين أتأمل في صلاتنا جماعة خلف إمام واحد، أتوقف لحظات حول نقاط كثيرة، كل واحدة منها رغم ضآلتها، لدرجة لا يلتفت إليها بعضنا، منهج حياة وليس مجرد أفعال تؤدى وتنتهي، أتأمل الطاعة العمياء للإمام وعدم مخالفته وعدم مسابقته، بل واتباعه حتى في حال السهو والخطأ، وأقول يا الله على هذه التربية المتكررة كل يوم على الأقل خمس مرات كلها من أجل أن تزرع في المسلم أهمية السمع والطاعة لمن يؤم المسلمين، فإن كنا حين نمتثل للإمام ولا نخالفه حتى حين يخطئ، في أهم أفعالنا على الإطلاق فكيف يتجرأ بعضنا على الخروج على ولاة أمورنا لأتفه الأسباب، الجميل أن للمأموم الحق في تنبيه الإمام حين السهو فإن تراجع وإلا تبعه بحسب الحال، ولكن لا يحق له قطع صلاته بسبب ذلك، ونفس الأمر مشروع للمسلم في أن ينبه ولي الأمر على خطأه، فإن أجابه وإلا لا يحق له الخروج عليه، ما دام فعله بإجماع أهل العلم ليس كفراً بواحا.
فهد عبدالعزيز الغفيلي