
كان في غاية الفرح والزهو وهو يقيس ملابسه الجديدة، ويردد يا الله.. والله لا أعرف كيف أشكرك؟ قلت المسألة هنا ينطبق عليها الجزاء من جنس العمل. فقال كيف؟ قلت عن كل قطعة جديدة تصدق بقطعة قديمة، فقال: ولكن بودي أن أحتفظ بملابسي القديمة احتياط وبديل للجديدة. فقلت: هل كانت ملابسك بالأمس ناقصة؟ قال: لا. قلت إذا ولماذا تريد أن تجعل هناك مستودع للاحتياط وكأنك ذاهب إلى مقطعة، فتصدق بالقديم، وحين تنقص ملابسك أو تبلى أقتني جديدة وأخرج القديم، وهكذا ولا تصدق الشيطان حين يعدك الفقر إن أنفقت، وبهذا تكون قد شكرت الواهب على هبته، فقال: ولكنها قديمة وبعضها بالي. فقلت تصدق بها، ولا تدري فربما تكون فرحة المسكين الذي استقبلها وارتداها أشد من فرحتك باقتناء الجديد، ولا تدري فقد تكون تسببت على شخصٍ ليشكر الله بطريقة أمثل وأكثر قبولاً من فعلك، فيكون لك أجرين أجر الصدقة وأجر الشكر؛ والدال على الخير كفاعله.
فهد عبدالعزيز الغفيلي