باحث في المجال الفكري والإعلام الرقمي ومهتم بجودة الحياة…….فجودة الحياة تكمن في دراسة الفكر…… ولجودة حياتك تابعني على يوتيوب مدرسة الفكر، تواصل معي fahd@hahona.com واتساب: 0500HAHONA
حين أقرأ سيرة محمد عليه السلام، وكيف كان ضعيفاً بسيطاً وصلت به درجة هوانه على الناس أن يطرد ويرمى بالحجارة، ونفس الحال مع موسى عليه السلام، الذي فر إلى مدين هرباً من بطش فرعون، وعيسى عليه السلام الذي حوصر وشبّه لأعداءه أنهم قبضوا عليه وصلبوه، وغيرهم كثير ممن تجمعهم حالتي الضعف في البداية ثم التمكين في النهاية بفضل الله، والحقيقة أني شخصياً حاولت أن أتخيل ذلك فلم استطيع إذ كيف لموسى عليه السلام أن يحل محل فرعون؛ ومحمد عليه السلام الذي هرب من مكة المكرمة مطارداً ثم يعود إليها فاتحاً وسيداً لكل من يقطنها ولكنه أمر المولى عز وجل الذي يبشر نبيه عليه السلام في أحلك الظروف وفي حال الهرب أنه سيعود إليها {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} (85) سورة القصص، كل قصص الضعف المتبوع بالتمكين، ما كان لنا أن نستوعبها بشكلٍ كافٍ لو لم نراها تتكرر بين الفينة والأخرى، وليس آخرها ما يجري في بعض البلدان من حولنا والبعيدة عنا، ومن ذلك ما يمكنه أن يقرب الصورة بشكل أكبر وشواهده كثيرة ومنها ما جرى في تونس من تمكين للغنوشي الذي كان ضعيفاً ومحروماً من العودة إلى بلاده فمكن الله له، حتى سمعنا من يطلق عليه الرجل الأقوى في تونس، وانقلب حال غيره إلى ضعف وحرمان من العودة إلى الأرض التي كان يتسيدها، فسبحان من قال {وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (140) سورة آل عمران