لا تفكر أبداً بالفشل ولا ترم نفسك به فلا يوجد إنسان سوي في هذه الحياة يطلق على نفسه هذه العبارة، إن الواحد منّا يجب أن ينظر إلى نفسه إن لم ينجح أو لم يوفق في الوصول إلى ما يصبو إليه على أنه جرب ولم يحالفه الحظ أو اجتهد ولم يصب، وعليه أن يجرب نفسه في مجالات أخرى ربما تكون أنسب له من مهنته تلك.
وعليه أيضا أن يؤمن أن كل إنسان ميسر لما خلق له، ولكن لا تثني نفسك عن التجريب ولا تقل حاولت وفشلت فالإنسان الناجح هو ذلك الشخص الذي قبل أن يبدأ أي مشروع أو عمل يزيل كلمة الفشل من قاموسه الخاص بحيث لا يقولها عن نفسه ولا يهتم إن قالها له معتوه أحمق يحاول إسقاطه والنيل منه؛ لسبب أو لآخر، وانظر إلى أمرين مهمين في هذه الحياة وهما اللذان يقودان للنجاح:
أولهما: الأشخاص المتميزون وكيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه؟ وما الذي يميزهم عنه؟ وما الشيء أو الأشياء التي تنقصه ليصبح مثلهم؟ ليس أن يحذو حذوهم ويسلك طريقهم في نفس النشاط ولكن ليحاكيهم في طريقة تفكيرهم ونظرتهم إلى الحياة.
والأمر الآخر وهو الذي يجب على كلٍ منا إدراكه والإيمان به: أن لكل حرفة أو مهنة مداخل تسهل على باغيها التمكن منها وإتقانها متى ما عرفها وتعامل معها بكل مهارة وإتقان كان له النجاح والتميز، ولكن هذا لا يعني أن كل شخص قادر على اكتشاف مداخل وأسرار الصنعة التي وقعت بين يديه، واختارها سبيلاً له ووسيلة لكسب عيشه، فهذا غير صحيح، ولكن هناك أناس يستطيعون قراءة حرفة معينة وفهمها ولكنهم يعجزون عن التعامل مع مهنٍ أقل تعقيداً منها، وأنت حين تؤمن بذلك سوف تعلم أنك حين لم تحسن التعامل مع مهنتك الحالية لا يعني فشلك وتقصيرك بل لأنها غير مناسبة لك فكما أن العربي حين لا يقرأ نصاً مكتوباً باللغة الصينية لا يوصم بالأمية، وجراح القلب لا يقال عنه قليل معرفة حين لا يستطيع أن يعطي الجرعة المناسبة من المادة المخدرة رغم تعامله في نفس اللحظة مع واحدٍ من أعقد الأجهزة وأهمها في أجسادنا، فكذلك أنت حين لا تحسن التعامل مع حرفة أو صنعة لا تنعت نفسك بالفشل بل جرب أخرى، ومحاولة التجريب والانتقال إلى مكان آخر بحد ذاته لا يصدر إلا عن إنسان ناجح ولكن بعد كل ما قرأت أنصحك أن لا تستعجل النجاح وتصير كل يوم في مكان تحاول هنا وهناك، بل أعط نفسك حقها من المحاولات والتجارب ومتى ما رأيت أنك استنفدت جميع الوسائل فاستبدل أخرى بها ولا تتردد.