ليس مهماً أن تكون ذا علم ومعرفة، وتحيط بما لم يحط به أهل زمانك، فمالم يكن مع المعرفة عقل وفهم وفقه تمكّن المرء من تقدير الأمور ومعرفة ما يقال ومتى يقال ولمن يقال، فإن ذلك قد يكون لصاحبه أشد وبالاً من الأسفار المحمولة التي أذت من لا يعقلها في حملها، وآذت من عقلها في حملها وبثها؛ فهناك كلمات حق لا يختلف اثنان عليها، ولا يدرك قيمتها إلا من كان لديه العلم والمعرفة، ولكن قلة فقط تزن الكلمات وتعلم الوقت المناسب لقولها، ولكي لا نبحر بعيداً، ولتبسيط الأمور أقول إن الكلمة التي تطرب العدو، ويرقص لها السفهاء، ويراد منها الإصلاح؛ لهي كلمة يتمنى قائلها – حين يفقه- أن لم يقلها، والخطر حين يفقه العالم بفعل الأحداث، لا بفعل المعرفة والتجربة..