إن أردت النجاح رئيساً أو مرؤوساً فتجنب إصدار أحكامك وفقاً لما تسمعه أو يمليه عليك الآخرون. وتذكر أن ما يناسب زيداً ليس بالضرورة يناسب عبيداً، وما يصلح لك قد لا يصلح لغيرك.
وأعلم أن هناك من يتذمر من الآخرين لمجرد أنهم لا يأتون على ما يشتهي ولا يتصرفون بالطريقة التي يريد.
كما أن هناك من لا تعنيه مصلحة عمل ولا يمكن أن يعطي وينتج دون أن تقف على رأسه وتراقبه، وسيذم من يتصرف معه بتلك الطريقة؛ لأنه لا يريد أن يعمل ولا يرضى بمن يلزمه بالعمل، بل همه السعي والبحث عن مصالحه الشخصية أما خلاف ذلك فهو في قائمة الانتظار وخارج اهتماماته.
كما أنه من الأهمية بمكان أن لا يصر شخص على موقفٍ أو يتمسك بحكمٍ أو رأيٍ رسمه عن شخص أخر؛ فقد تكون الظروف حكمت على شخص أن يتصرف بطريقة ربما لم تكن متوافقة مع ما نريد.
كما أن الإنسان ربما يسلك طريقاً وعلى ضوئه يتصرف ويتخلق بسلوك لا نقبله ثم يتغير ويتحسن، وبدلاً من أن نقبله ونفرح بعودته يتمسك بعضنا بموقفهم تجاهه ولا يمنحونه فرصة إثبات ذاته وصدق نيته وحقيقة عودته، فيبدأون التشكيك بتصرفاته والبحث فيما وراءها وعن الدوافع التي خلفها.
وهكذا دون أن يشعر بعضنا يتسببون في نكوص شخص وبقائه على ضلاله؛ لمجرد اعتقادهم أنهم أذكياء ولا يمكن لأحدٍ أن يخدعهم بمظهره أو حسن تصرفه، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على صَغـَارُ من يفكر بتلك الطريقة وانعدام ثقته بنفسه وقد قال نابليون: إنه كلما كان الإنسان عظيماً ابتعد عن التحيز والأحكام الجاهزة.