باحث في المجال الفكري والإعلام الرقمي ومهتم بجودة الحياة…….فجودة الحياة تكمن في دراسة الفكر…… ولجودة حياتك تابعني على يوتيوب مدرسة الفكر، تواصل معي fahd@hahona.com واتساب: 0500HAHONA
صحة في بدن، وفرة مال، رغد عيش، وغيرها من أمور مادية هي أدوات مقياس العطاء الرباني في نظر كثير منا، بعضنا يصاب في بدنه أو ولده أو ماله فيجزع وقد يتسخط ويظن في ربه الظنون. تأملت حال من أعرفه جيدا حيث تربى يتيما ونشأ فقيرا فقد الزوجة ومات له من الولد ستة لقي الأذى البدني والنفسي حتى من أقرب الناس له وهجر من بلاده، وأشياء كثيرة وكثيرة جدا تكفي لنحكم وفق منهح بعضنا في القياس ونقول بأن من هذا حاله فقد يكون بسبب وضاعة مقامه عند مولاه، ولكن حين تعلم أن من جرى له كل تلك الابتلاءات هو صفوة الخلق وصاحب المقام المحمود بإذن الله، عندها فقط نتذكر أن البون شاسع في المعايير وما قد يصنف رقي هو في حقيقته انحطاط وما قد نظنه محنة هو منحة وما قد يوصف بأنه خسارة مدوية قد يكون عند الله فتحا مبينا. ولهذا لا تكلف نفسك السؤال عن الأحوال المادية؛ بل تحقق من مدى الرضا بما أعطي الإنسان؛ فرب محروم معدم يملك جنة في صدره تصحبه أينما حل، ورب مفرط غنا يهم بالهرب من هذه الدنيا كل لحظة من وحشة ما يجد في جوفه ومعها لا يسلم من حسد الجهال.