يتألف الكتاب من فصلين، حيث يناقش الفصل الأول مشكلة تتمثل في تمكن تنظيم الدولة “داعش” من اقتحام المنازل والوصول إلى الأطفال في غرف نومهم، من خلال محاولة التنظيم استغلال الألعاب الرقمية. ويركز الكتاب على الاستخدامات التي انتهجها تنظيم “داعش” وسعيه استغلال هذه الوسيلة لتحقيق عديد من الأهداف أبرزها محاولته الوصول إلى فئة الشباب وصغار السن لتجنيدهم. وقد بين الكتاب أن التنظيم حقق نجاحات ملموسة في حملاته الدعائية، وربما يعود السبب في ذلك إلى توافر الأموال في أيدي القائمين على التنظيم، إضافة إلى استخدامهم طرق ابتكارية ومتقدمة لبث رسائلهم. وفي الفصل الثاني يسعى الكتاب إلى تفسير هذه الظاهرة من خلال بيان المنهجية التي اتبعها التنظيم باستخدام نظرية التلعيب التي تنمي روح المنافسة لدى الأشخاص وتدفعهم إلى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية ليطبقوا على أرض الواقع ما مارسوه في العوالم الافتراضية. كما إن التنظيم سعى إلى استغلال الروح العدوانية لدى ممارسي الألعاب العنيفة وعمل على تجييرها لخدمة أهدافه. وقد لاحظ المؤلف محاولة تنظيم داعش إغراق وسائل التواصل المختلفة ومنها منصات الألعاب الرقمية برسالته الدعائية ليقين القائمين عليها أن استجابة نسبة ولو قليلة جداً من مستخدمي تلك الألعاب ستوفر للتنظيم كل ما يحتاجه من جنود. وفلسفة التنظيم في استخدام هذه الألعاب ومخاطبة صغار السن تعود إلى سياسية التنظيمات التي تؤمن بأهمية تربية الأجيال القادمة على تشرب الفكر الإرهابي منذ الصغر كي يلتحقوا بالتنظيم حين يكبروا.
د. فهد بن عبد العزيز الغفيلي