يظهر أن المشاعر على اختلافها الإيجابي منها والسلبي، الفرح والحزن، الخوف والطمأنينة، وغيرها، أعطيت للبشر بشكل متساوي، ولكن تختلف طريقة التعبير عنها من شخص لآخر. فعلى سبيل المثال؛ هناك من يسرف في صرف قلقه على هم واحد، أيا كان ذلك الهم، ثم يعجب حين تخونه نفس المشاعر في مواقف قد تكون أكثر أهمية. وربما تساءل شخص لم لا يهتم لقضايا وهموم تشغل معظم الناس، بينما هو يتعامل معها بشيء من البلادة. وربما يعود ذلك إلى استغراقه التام بأمور قد تكون أقل أهمية، أفرغ من أجلها كل مخزون المشاعر لديه، فصار يتعاطى مع بقية القضايا بشيء من اللامبالاة. وخطورة عدم تقنين صرف المشاعر قد تصل إلى الحيلولة دون تحقيق الطموح. فصرف المشاعر في أحلام اليقظة والإغراق فيها يحول دون تحقيق ما يُطمح إليه. وكذلك الحال مع من يهم بفعل شيء ثم يبدأ يحدث من حوله عنه، وكيف سيكون، وهدفه من ذلك الحصول على الإشادة والثناء، يقود في الغالب إلى تراجع الشخص عن ذلك المشروع. قد يفسر بعض الناس التراجع بأنه عين، والعين حق، فيقول: الناس ما يعطون خير، والحقيقة أن هناك وسائل معروفة للتحصين من العين، ولكن عدم الثرثرة لها إيجابيات لا حصر لها منها تفادي صرف مشاعر ما بعد الإنجاز قبل الشروع في العمل. ولمشاعر الإنجاز إيجابيات كثيرة أهمها أنها تدفع الإنسان إلى التفكير في مشروع آخر للحصول على نفس المشاعر. ولكن حين يجد الشخص نفسه وقد تحصل على تلك المشاعر بلا عناء، فربما قاده ذلك إلى ترك المشروع خاصة وقد قطف شيئاً من ثمرته المتمثلة في كم هائل من المشاعر الإيجابية ولكن دون إنجاز، وما عليه في المرة القادمة سوى التفكير بمشروع آخر والتنظير والثرثرة ليحصل على ما يريد.
مخزون المشاعر
