أنيقة ولكن

مشاعر الإنسان تجاه محيطه غالباً ما تكون خفية ولا يدركها غيره. صحيح أن تعابير الوجه أو بعض التصرفات قد تعكس تلك المشاعر، ولكن ليس دائماً. مع تعابير الوجه والتصرفات تأتي مشاعر الناس تجاه أمر ما. فإعجاب بعض الناس بما يقتنيه غيرهم من نعم كالسيارة أو الملبس أو المأكل، قد يجعلهم يسلّمون بأن مشاعر الشخص ونظرته لهذه الماديات مطابقة لأحاسيسهم المفعمة بالإعجاب إن لم تزيد. ربما ترى أحد الأشخاص يلبس جزمة تعكس أناقتها غلاء سعرها ومكانة مقتنيها، ولكنها لا تبين مدى ارتياحه لها. تلك الأناقة والنظرة البراقة قد تدفع بعض الأشخاص إلى الإيمان بأن مشاعر الامتنان والإعجاب موجودة لدى كل الأطراف بما فيهم من يقتنيها، والحقيقة قد تكون مختلفة تماماً. وحين تخلع الجزمة، بسبب عدم مناسبتها، قد يتساءل البعض؛ ماذا؟ ولماذا؟ وكيف، ورغم أن الإجابة واضحة وغير معقدة، فالجزمة رغم أناقتها كانت ضيقة، ومن استغنى عنها سيقتنى ما هو أنسب له منها، ومن تمكن من شيء ثم تركه، فلن تعييه الحيلة في نيل ما هو أفضل منه وأنسب له. أما الناس فسيظلون يراقبون ويقيسون الأشياء من خلال معايير سطحية لا تصلح للقياس، أقل ما يقال عنها بأنها تغفل اعتبارات كثيرة، إدراكها مهم للحكم على الأشياء. ولهذا فبعض الأشخاص قد يخطط للاسترخاء فلا يريد ارتداء زي رسمي، وآخر يرغب في الذهاب إلى مناسبة أو مكان يتطلب مظهراً ولباساً مختلفاً، وعلى الرغم من كثرة مثل هذه الاعتبارات، إلا أن هناك من سيظل غير مدرك لها، ويقيس المشاعر بمعيار واحد، يحاكي مشاعره تجاه كل شيء.

د. فهد بن عبد العزيز الغفيلي