أنت من يصنع صورتك ويحدد مكانتك وليس الناس

يقول أحد الزملاء كنا في الوزارة، وعندما يؤذن نصلي في الممر أو السيب، وكان معالي وكيل الوزارة يصلي معنا. وفي أحد الأيام صلينا الظهر، وما كان معالي الوكيل موجوداً، ولما انتهينا من الصلاة، جاء أحد الأشخاص، كبير في السن، وسلم علي وقال أنت معالي الوكيل، فقلت: أنا لست معالي الوكيل، فقال: بل أنت معالي الوكيل، أعرفك زين، وأريدك تنهي معاملتي. يقول هذا الزميل: أخذته معي إلى أحد الزملاء وطلبت منه أن يساعده، لأني كنت سأذهب لآخذ بنتي من الجامعة إلى البيت. يقول: وأثناء انتظار خروج بنتي، جاء شخص وسلم علي، وقال أنت فلان سواق فلان. فقلت: لا لعلك غلطان، قال: بل أنت! ولكن كيف حالك؟ وكيف عمك؟ قلت والله إنك غلطان، قال: تراي ما أريد منك شيء، ولكن سلم لي على معزبك. يقول الزميل سبحان الله، في غضون ساعة واحدة، شخص يرفعني لمرتبة معالي وكيل وزارة، ثم آخر يراني سائق خاص. يضيف: غريبة طريقة تفكير الناس وكيف ينظرون إلى الأشخاص! وأنا أقول بأن رأي الناس يحترم، ولكن المهم كيف يرى الواحد منا نفسه. ولذلك فهناك ثلاثة أمور من المهم أن تؤخذ بالحسبان. الأول: القلب وما يحوي من روحانية وتربية ينتج عنها طاعة وتقوى لله سبحانه وتعالى، وأحاسيس ومشاعر طيبة تجاه الآخرين. الثاني، العقل وما يحوي من معارف وعلوم تبرز من خلال ما يقوله اللسان، أو يكتب القلم أو حتى تخطه لوحة المفاتيح وغيرها. الثالث، ما يحويه الجيب أو المخباة من مال يغنيك عن سؤال الناس ويجمل الواحد منا عند الحاجة. هذه الثلاث أمور، في ظني، هي الأهم وهي المعيار، أما الناس فبعضهم قد يرفعك والبعض الآخر قد يخفضك لاعتبارات تخصهم وحدة ولا علاقة بها، أما أنت فاهتم بما في قلبك ورأسك وجيبك، وتوكل على الله فهو كفيل يجعلك صورتك أحسن مما تحب في أعين كثير من الناس.

د. فهد الغفيلي