العدوى الاجتماعية

العدوى الاجتماعية

د. فهد بن عبد العزيز الغفيلي

يقول طرفة بن العبد: عنِ المرْءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قَرينه… فكُلُّ قَرينٍ بالمُقَارِنِ يَقْتَدي. وفي الزمن الذي نعيش فيه صار القرين وغيره قادر على التأثير. وهناك نظرية تسمى العدوى الاجتماعية Social Contagion Theory هذه النظرية تتحدث عن قدرة المحيط الاجتماعي على التأثير. فعلى سبيل المثال تذكر البروفيسورة في جامعة هارفرد سوزان ديفيد Susan David في كتابها الرشاقة العاطفية Emotional Agility بأنك لو كنت في مكان وقام الذي يجانبك بشراء قطعة حلوى، فإن احتمالية شرائك الحلوى تصل إلى 70% تأثراً به. وهناك مقولة تشير إلى أن رغبة الناس بالمحاكاة والتقليد، أكثر من رغبتهم في اتباع الأوامر والتعليمات. وفي علم الإدارة، هناك مصطلح يسمى القيادة بالقدوة، فالقائد يتصرف والبقية يحاكون. وفي صلح الحديبية حين طلب الرسول – صلى الله عليه وسلم – من صحابته أن يحلقوا رؤوسهم ويذبحوا الهدى تحللا من الإحرام لم يفعلوا. فدخل على «أم سلمة» رضي الله عنها غاضباً فردت قائلة: أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك.. فخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك نحر بيده ودعا حالقه فحلقه.. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق لبعض

د. فهد الغفيلي